من كتاب أنت لست ما يخبرك به عقلك
أنت لست ما تخبرك به أفكارك "يستكشف معلومات الدماغ الخادعة ، مما يجعلنا دائمًا نمتلك أفكارًا ضارة ، مثل" أنا لست جيدًا بما يكفي ". "وتخبرنا كيف نتحدى هذه المعلومات لتغيير هذه الروابط بين خلايا الدماغ وتركيز انتباهنا في مكان آخر. من خلال القيام بذلك ، يمكننا برمجة الشبكة العصبية للدماغ لجعلها مفيدة لنا ، وليس ضدنا.
1- تعلم كيف يخدعك عقلك. وكيف تمنع ذلك
هل سبق لك أن شعرت بالتعاسة، بأنك مكتئب أو خائف من دون سبب على الإطلاق؟ تقريبا كل واحد منا، من وقت لآخر، تراوده بعض الأفكار المظلمة والمخاوف. فضلًا عن كونها شيئًا غير سار، يمكن لهذه المشاعر أن تعيقنا عقليا.
كثير من الناس يقضون أجزاءًا كبيرة من حياتهم بالتفاعل باستمرار مع الأفكار الغير سعيدة في أذهانهم. على سبيل المثال، بعض الناس يعانون من رهاب ساحق عندما يتحدثون أمام جمهور، آخرون يرفضون التفاعل الاجتماعي لأن عقلهم يقول لهم أنهم لا يستحقون الحب والمودة.
إذا كنت قد مررت من قبل بهذه السيناريوهات؛ هذا الكتاب يمكنه مساعدتك؛ لأن الأفكار المظلمة في عقلك لا تعبر بالضرورة عنك ، ولكن هي رسائل خاطئة من الدماغ. ولأنك لست دماغك، ليس عليك الاستماع إليها.
أحيانًا نقوم بأشياء لا نرغب فيها أو نشعر بعجز عاطفي أو عقلي عند الوجود في أماكن معينة قد لا نرغب في الذهاب إليها؛ وهذا ينتج عن رسائل الدماغ الخادعة التي تولد أفكارًا خاطئة أو نبضات فكرية ضارة لنا، تحيد بنا عن الأهداف والنوايا الحقيقية لدينا. ليس ذلك فحسب، ولكن الرسائل الخادعة في الدماغ تسبب مشاكل مثل كثرة التفكير والقلق.
أحد العملاء كان ممثلًا موهوبًا، ولكن بدأت الرسائل الدماغية الخادعة تجعله يعتقد أنه لا يستحق الأشياء الجيدة التي تحدث له؛ وهذا أدى إلى معاناته من رهاب المسرح وكذلك الشعور بأنه شخص غير محبوب لسنوات. وبصرف النظر عن تجاربه التي مر بها في طفولته، فقد تأثر من تجربة واحدة فقط عندما كان عمره 20 عامًا: فقد وقف عاجزًا أمام منتج شهير في برودواي. ومنذ ذلك الحين، عقله تجاهل صفاته الإيجابية و ركز على عيوبه. هذه الرسائل كاذبة والمزعجة ملأت ذهنه؛ فبدأ يتفادي الاختبارات تمامًا؛ مما عزز تلك الأفكار في ذهنه ولكنه ليس ذلك الشخص الموجود في الرسائل التي يرسلها له عقله، وحتى انت لست الشخص السيء الذي في ذهنك.
على الرغم من أنه قد يبدو أننا ليس لدينا خيار سوى اتباع ما يخبرنا به عقلنا، علينا أن نتذكر أن بيولوجيتنا ليست مصيرنا. ليس مقدر لك أن تعيش حياتك وفقا لجيناتك التي ولدت بها. لديك فعلًا القدرة على اختراق العديد من العقبات التي ورثتها عن طريق تغيير الطريقة التي يعمل بها دماغك.
2- قنوات الاتصال بين الشبكات العصبية في دماغك تجعل تكوين عادة جديدة أمر صعب وتسبب إحساسًا بالتوتر وعدم الراحة
لماذا عندما نعلم أننا علينا ألا نفعل شيئًا ما، مثل التدخين أو أكل الآيس كريم بشراهة، نعاود فعل ذلك مرارًا وتكرارًا؟ لماذا بأن التخلص من العادات السيئة عملية شبه مستحيلة؟
لأنه عندما نقوم بسلوك غير صحي، فإنه يشعرنا بالخلاص من الأحاسيس المؤلمة، بدوره يفهم دماغنا هذا السلوك على أنه شئ جيد لن؛ ما يعزز بدوره من هذه العادة. أحد العملاء كان مسؤولًا تنفيذي لديه شعور دائم بالضغط لأنه يعتقد أن الجميع من حوله يسعون للحصول على مشورته ومساعدته دائمًا. ولتخفيف الضغط عنه، كان يشرب كوبًا من النبيذ. المشكلة هنا، أن هذا الفعل أدى به في كثير من الأحيان إلى شرب اثنين أو أكثر من النبيذ ليتمكن من مواصلة الشعور بالاسترخاء. هذا الاسترخاء الخادع جعله يتلهف إلى شرب الكحول في كل مرة كان يشعر فيها بالتوتر ومن ثم أصبح شغفًا مستمرًا.
هذا الشيء يحدث عندما نولي اهتمامًا لرسائل عقولنا الخادعة. على سبيل المثال، إذا كان الدماغ يرسل رسالة مثل 'أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية'، ونحن نحاول بقوة التخلص من هذه الفكرة من خلال القيام بعادة مضرة أو مجهدة مثل تدخين سيجارة أو البحث عن رضا الآخرين عن أفعالنا، مع الوقت سوف نكون مدمنين على هذه الحلول المؤقتة.
هذا يعني، أننا 'نغذي الوحش' عندما نتفاعل مع رسائل الدماغ الكاذبة. نحن نسعى خلف حل مؤقت عندما ندرب عقولنا لربط السلوك الغير صحي بشعورنا بالاسترخاء.
هذا الربط غير الصحي بدوره يسبب شعورًا مؤلمًا وضاغطًا. الشيء الأكثر إثارة للقلق حول رسائل عقلنا الخادعة هي الأضرار الجسدية والعاطفية الناتجة عن التفاعل معها. على سبيل المثال، رسالة مثل 'أنا غير محبوب ومثير للاشمئزاز' بالنسبة لبعض الناس قد تؤدي إلى اتباع نظام غذائي قاسٍ لتقليل وزنه، مما يضع ضغطًا حقيقيًا على صحته البدنية. في كل مرة نقوم بتغذية رسائل العقل الخادعة تجعلنا ندور في حلقة مفرغة، حيث أننا نترجم هذه الرسائل الخادعة إلى أضرار مادية تؤثر علينا على المدى الطويل.